الأحد، 4 سبتمبر 2011

السد العالى


فى لقاء مع الدكتور :- خالد عبدالقادر عودة


هل يمكن الاستفادة من مميزات السد العالى مع علاج سلبياته ؟ 

وبمعنى آخر : هل يمكن الجمع بين استمرار ضخ حمولة نهر النيل أمام السد العالى طوال شهور السنة واعادة معدلات سريان المياه المتدفقة فى مجرى نهر النيل كما كانت عليه قبل إنشاء السد ـ مع استمرار تخزين جزء من فائض المياه خلال موسم الفيضان بدون حمولته من الطمى فى بحيرة السد العالى كاحتياطى استراتيجى ؟

إن استمرار ضخ حمولة النهر فى وادى النيل والدلتا يستوجب إنشاء قناة تحويلية جديدة غرب بحيرة السد العالى تمتد من الفرع الغربى للبحيرة المعروف بمحور كلابشة شمالا بمحاذاة البحيرة لتصب فى الجزء الواقع بين السد العالى وخزان أسوان . وهذه القناة التى يصل طولها إلى 49 كم وعمقها يتراوح من 15 إلى 20 مترا تسمح بمرور مياه النيل بحمولتها كاملة من الجنوب إلى الشمال على أن يقوم خزان أسوان بنفس الدور الذى كان يقوم به قبل إنشاء السد العالى .هذا مع استمرار الجزء الشمالي من البحيرة الموجود خلف السد مباشرة حتى كلابشة جنوبا فى تخزين جزء من مياه الفيضان لضمان إستمرار إنتاج الكهرباء. وهذا الأمر يستوجب إنشاء جسر أو سد عند مدخل الجزء الشمالى من البحيرة يسمح بالتحكم فى كمية المياه المخزونة خلف السد مباشرة . 

ووظيفة هذا السد أو الجسر هو إستقبال جزء من المياه بدون طمى من خلال فتحات مغطاة بفلاتر وتمريرها إلى الجزء الشمالى من البحيرة الموجود خلف السد مباشرة، كما يسمح هذا السد بعدم مرور المياه إلى الجزء الشمالى من البحيرة حال إرتفاع منسوب سطح المياه خلف السد مباشرة إلى حد الخطر، بينما يستمر إندفاع باقى مياه النيل بحمولتها فى القناة التحويلية الجديدة. وهذا الإجراء سوف يحول دون تبديد المياه الزائدة عن حدود البحيرة عبر مفيض توشكى ، ويضمن إعادة طمى النيل إلى مجرى النهر، ويعاون على غسل النهر سنويا خلال الفيضان ، ويعيد الإتزان البيئى إلى نهر النيل.

والإدعاء بأن زيادة معدلات تدفق مياه النهر أمام السد العالى قد يتسبب فى إغراق بعض الأراضى الزراعية فى جنوب الوادى خلال موسم الفيضان ـ مردود بأن هذا الإغراق محدود ومحمود ، فهو إغراق قصير الأمد، محدود الزمن (لايتجاوز45 يوما)، وهو إغراق بمياه عذبة تزيد الأرض خصوبة، وتنعش الحياة الاقتصادية والزراعية، وتجدد المياة الجوفية، وتحمى شواطىء الدلتا من إجتياح البحر ـ بينما إغراق شمال الدلتا بمياه البحر يزيد الأرض ملوحة ويدمر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والمياه الجوفية والثروة السمكية ، وهو طويل الأمد، غير محدود المدة، قد يستغرق بضعة مئات من السنين. كما أن مصر اليوم ليست كمصر قبل إنشاء السد العالى، فالأراضى الزراعية تضاعفت وتحتاج إلى تجديد سنوى لخصوبة الأرض ، ونظم الرى تطورت ، وهناك العشرات من الترع الجديدة التى يمكن أن تستوعب أى زيادة فى كمية مياه النيل، وآلاف الأفدنة الزراعية بجنوب الوادى والدلتا لا تستقبل ما يكفيها من مياه الرى
.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق